admin Admin
الابراج : عدد المساهمات : 7115 نقاط : 20222 السٌّمعَة : 27 تاريخ التسجيل : 21/08/2009 العمر : 49 الموقع : admin
| موضوع: توضيحات حول الفصح الخميس 25 مارس - 14:46 | |
| ((( أولاً ))) معلومات عن الفصح ، من العهد القديم :-
( أ ) حساب اليوم – بحسب نظام الكاب المقدس – يتكوَّن من المساء أولاً ، ثم النهار التالى له ، فيبدأ من بداية المساء وينتهى بنهاية النهار التالى له ، أى :- ( مساء ونهار ) تك 1: 5و8 و13 .. إلخ .وذلك يختلف عمـَّا نعتاده الآن ، لذلك ينبغى أن ننتبه لذلك الإختلاف. ( ب ) يوم عيد الفصح هو يوم ذبح خروف الفصح ، ويبدأ من مساء يوم الرابع عشر من الشهر الأول ، وينتهى مع نهاية النهار التالى ، فالنهار التالى لليلة ذبح الفصح هو تكملة يوم الفصح وهو أيضاً الرابع عشر من الشهر ( بخلاف ما نعتاده نحن من إعتبار النهار التالى هو يوم آخر ) . ( ج ) الفطير ، يتم صناعته من عجين بلا خميرة ، وكانوا يبدأون فى أكله مع خروف الفصح ، فى مساء الرابع عشر من الشهر الأول ، ولمدة إسبوع كامل . ++ فأول أيام الفطير هو نفسه يوم عيد الفصح . ( د ) وقت ذبح خروف الفصح :- [ تذبح الفصح مساءً ، نحو غروب الشمس ، فى ميعاد خروجك من مصر ] تث 16: 6 ، أى مساء ميعاد الخروج ، أى مساء الرابع عشر من الشهر الأول ، نحو الغروب ، أى العشية :- [ يذبحه ... فى العشية ] خر12: 6 . +++ وأما تعبير : " بين العشائين " ، الوارد فى الترجمة البيروتية المتداولة ، فى : ( عدد9: 3و 5 ، 28: 4) ، فلم يأتى هكذا فى الترجمة السبعينية ، بل : " نحو المساء " ، أى : " العشية " ، مثلما فى بقية آيات العهد القديم كله . + والترجمة السبعينية تمت فى القرن الثالث قبل الميلاد ، بأمر الإمبراطور وتحت مراقبته ولمنفعة العالم كله ، وبواسطة أعظم وأعلم شيوخ اليهود ، وجعل كل عالم منهم يقوم بترجمة منفصلة لكى يضمن عدم تلاعبهم ، ثم جمع الترجمات التى عملوها فإذا هى متطابقة تماماً ، ولذلك ، فقد إعتبرها الإمبراطور وعلماء العالم آنذاك واليهود ، معاً ، معجزة إلهية . وقد شهد لها رب المجد ولاميذه بأن إستخدموها فى كلامهم وكتاباتهم ، وكانت تشهد بالنبوءات الصريحة لرب المجد فكانت سبباً لإيمان الكثيرين من اليهود برب المجد ، ولذلك فقد إنقلب عليها اليهود فى القرن الثانى وحرَّفوا النسخة العبرية وإدعوا أن السبعينية هى الغير صحيحة ، وقد تصدى لهم قديسو القرن الثانى وكشفوا زيفهم ، مثل القديس إيريناوس والشهيد يوستينوس (( يوجد موضوع يشرح تلك الأمور بدقة ، بعنوان : " الترجمة السبعينية ، المعتدة من الكنيسة الكنيسة الأورثوذوكسية..... " ))، وقد حاول اليهود ، عن طريق أوريجانوس – فى عصر تالى - إدخال هذه النسخة العبرية المحرّفة ، إلى الكنيسة ، فرفضتها . + ولكن محاولاتهم نجحت من خلال مارتن لوثر فى القرن السادس عشر ، الذى علـَّموه العبرية وأوهموه أنها الأصلية . ( هـ ) نعود لموضوع خروف الفصح ، فقد كانوا يأكلون الخروف مشوياً بالنار : - [ لا تأكلوا منه نيئاً أو طبيخاً مطبوخاً بالماء ،بل مشوياً بالنار ] خر12: 9 . ++ وكانوا يأكلونه مع الفطير الذى بلا خميرة ، وعلى أعشاب مرة يأكلونه . ++ وهذه الأعشاب المرة ، هى التى كانوا يطبخونها ليحصاوا على عصيدة مرارتها ، ولذلك يذكر تعبير : " الطبخ " :- [ وتذبح الفصح .. وتطبخ وتأكل ] تث16: 6و 7 . فالطبخ هنا لا يقصد منه الخروف - الذى منع أكله إلاَّ مشوياً – كما لا يمكن أن يكون المقصود هو طبخ الفطير ، بل المقصود هو الأعشاب المـُرَّة ، لإستخلاص وإستخدام خلاصتها المُرَّة . ++ وذلك الطبخ - للأعشاب المرة - هو الذى كان يستلزم وجود الصحاف ، أى الأطباق ، للتغميس من المرارة . ((( ثانيــاً ))) علم المسيح المسبق على الأحداث :- [ أما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب ، إذ كان قد أحب خاصته الذين فى العالم ، أحبهم إلى المنتهى ]يو 13: 1 . ++ أى أن علم المسيح كان سابقاً على هذه الأحداث كلها ، فقبل عيد الفصح كان عالماً بكل ما سيتعرض له ، بل وكان ساعياً له ، ساعياً إلى الصليب ، محبةً فى خاصته : [ لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ] يو12: 27 . ++ ولأنه كان عالماً بكل شيئ ، فإنه أعد كل الأمور لكى يتم كل شيئ فى الوقت المثالى ، حتى أنه قال ليهوذا الإسخريوطى : [ ما أنت تعمله فإعمله بأكثر سرعة ] يو13 :27 ، فإنه هنا لم يتدخل فى حرية إرادة وإختيار يهوذا ، بل فقط إستعجل ما كان يريده فعلاً ، لكى تتم الأمور بالطريقة الأفضل المثالية . ((( ثالثــا ))): ليلة العشاء الربانى ، هى التى تم فيها ذبح الفصح : - +++ وهى أيضاً - بالتالى - أول أيام الفطير . ( أ ) [ جاء يوم الفطير الذى كان ينبغى أن يُذبح فيه الفصح ، فأرسل بطرس ويوحنا قائلاً : إذهبا وأعدا لنا الفصح لنأكل .. فأعدا الفصح ... ولما كانت الساعة إتكأ والإثنى عشر رسولاً معه ،وقال لهم : شهوة إشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم ] لو22 : 7- 15 . +++ إذن ، فهذه الليلة كانت بداية يوم الفصح وأول أيام الفطير ( حيث اليوم يبدأ من أول المساء ) ، حيث يُذبح الفصح فيها ، وهم ذبحوه فعلاً وأكلوه فعلاً . ( ب ) ودليل آخر ، هو أن الأسير الذى كان يطلقه الوالى ، قد أطلقه فعلاً فى نهار هذا اليوم ذاته ( حيث أن اليوم يبدأ بالمساء وينتهى بالنهار ) ، دليلاً على أن هذا اليوم كان هو الرابع عشر فعلاً ، الذى تم الذبح فى مسائه السابق : ( مت27: 15 ، مر15: 6 ، لو23: 17 ، يو18: 39 ) :- ++ [ وكان الوالى معتاداً فى العيد أن يُطلق لهم أسيراً واحداً ..... حينئذ أطلق لهم باراباس ، وأما يسوع فجله وأسلمه ليُصلب ] م27: 15 – 26 . ( ج ) يوم الجمعة ، يُسمَّى – عند اليهود – بيوم الإستعداد ( إقلاديوس لبيب – آخوم فات – ج2 – ص 15 ) ، لأنهم فيه يستعدون لمقتضيات السبت ، بتجهيز أمورهم فيه لكى لا يعملوا فيه شيئاً ، كأن يجهزوا طعامهم الذى سيحتاجوه فيه ، لكى لا يطبخوا فيه . ++ [ وفى الغد الذى بعد الإستعداد .. ] مت27: 62، أى فى اليوم التالى للجمعة ، أى السبت . ++ [ الإستعداد ، أى ما قبل السبت ] مر15: 42 ، أى يوم الجمعة . ++ [ وكان يوم الإستعداد والسبت يلوح ] لو23: 54 ، أى أنهم كانوا فى نهاية يوم الجمعة ، أى أن شمس الجمعة قد قاربت على الغروب ، ومساء السبت قد قارب . ++ [ وكان إستعداد الفصح ] يو19: 14 ، أى يوم جمعة الفصح . ++ [ ثم إذ كان إستعداد ( أى يوم الجمعة ) ، فلكى لا تبقى الأجساد على الصليب فى السبت ....] يو19 : 31 ( د ) حول إدعاء البعض بأن كلمة : " أول " ، لا تعنى ذلك فعلاً ، فى الآيات التالية :- ++ [ وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ ....وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ] مت26: 17- 19 . ++ [ وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُه ُ: أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟ ... فَأَعَدَّا الْفِصْحَ] مر14: 12- 16 +++++ ففى هذه الآيات ، فإن كلمة : " أول " ، هى باليونانية : Prwtos ، وهى مذكورة فى الإنجيل 95 مرة ، كلهم - ما عدا إثنين - مترجمين إلى : " أول " ومشتقاتها . + كما أنهم ، فى اللغة القبطية : هوُّويت ، الذى أيضاً يعنى : "أول " . ++ أما المرتين ( من 95 مرة ) ، فتم ترجمتهما بكلمة : " قبل " ، كحالة خاصة ، علماً بأنهما عن موضوع واحد خاص ( يو1: 15 ،30 )، وأنهما ، فى القبطية ، يكونا : " شورب " ، أى السابق ، بمعنى الأول على آخرين . ++++++ إذن ، فترجمة هذه الكلمة ، فى هذه الآيات المذكورة سابقاً ، بكلمة :" أول " ، هى الترجمة الصحيحة تماماً ، ولا يصح غيرها .
(((رابعــاً )) التسليم للوالى ، كان باكراً ( سحراً ) وليس صباحاً :- ++ الكلمة المترجمة صُبحاً ، هى :- فى القبطية shorp ، وفى اليونانية prwi ، و تعنى سحراً أو باكراً ( وهو وقت إبتداء إنتهاء الليل مع وجود الظلام باقياً ) وذلك فى الآية التالية :- [ ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية ، وكان صُبح ( حرفياً : باكراً أو سحراً ) ، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكى لا يتنجسوا فيأكلون الفصح]يو18: 28 . ++ إذن ، فقد جاءوا بيسوع وقت باكر أو السحر ، حيث يكون الظلام باقٍ ، وهو نفس الوقت الذى قام فيه الرب ، والمكتوب عنه :- [ باكراً ( shorp- prwi ) والظلام باقٍ ] يو20 :1 . ++ وعن عدم دخول رؤساء اليهود لدار الوالى الأممى لكى لا يتنجسوا فيأكلون الفصح ، فنلاحظ هنا أن الإنجيل لم يقل : لذبح الفصح ، بل قال ليأكلوا الفصح ، أى أنهم لم يتمكنوا من أكله – بعد ذبحه – عندما جاءهم يهوذا الإسخريوطى ، بسبب لهفتهم على القبض على يسوع الذى يحقدون عليه ، فتركوا كل شيئ وهرولوا للقبض عليه . + مع ملاحظة أن السيد المسيح أتم كل شيئ منذ أول لحظة لميعاد عمل الفصح :- [ ولما كانت الساعة إتكأ والإثنى عشر رسولاً معه ] لو22: 14 ، أى إبتدأ منذ اللحظة الأولى ، فإنه دبر الأمور مسبقاً مما جعل كل شيئ يتم بسرعة . +++ وأما رؤساء اليهود ، فلم يكونوا عاملين حساباً للوقت ، لذلك فاتهم أكل الفصح ، ولذلك أرادوا سرعة تسليم المسيح للوالى ثم العودة فوراً ليأكلوا الفصح ، إذ لم يكونوا يتصورون أن الأمور ستطول .
((( خامساً ))) هل تناول يهوذا الإسخريوطى من الجسد والدم الأقدسين :- [ ولما كانت الساعة ، إتكأ والإثنى عشر معه ...... وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً : خذوا كلوا هذا هو جسدى الذى يبذل عنكم ، إصنعوا هذا لذكرى ، وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء ، قائلاً هذه الكأس هى العهد الجديد الذى يسفك عنكم ، ولكن هوذا يد الذى يسلمنى هى معى على المائدة وإبن الإنسان ماضٍ كما هو محتوم ، ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه ، فإبتدأوا يتساءلون فيما بينهم : مـَنْ منهم هو المزمع أن يفعل هذا ] لو 22: 14 – 23 . ++ إذن ، فيهوذا كان لا يزال موجوداً بعد أكل الفصح وبعد التناول من جسد الرب ودمه ، بل وإن يده موجودة على المائدة مع المسيح . +++ وتناوله ، برغم خياته ، لا تثير العجب ، فذلك يحدث لكثيرين ، إذ بعدما يتناولون يسلـِّمون المسيح الذى ناولهم من جسده ودمه ، فإن المسيح مازال موجوداً معنا ، وما زال يقدم ذاته لنا بيده هو ، فإن كانت يد الكاهن منظورة ، ولكن يد المسيح موجودة مع أنها غير منظورة . إنه موجود معنا مثلما قال : حيث يكون إثنين أو ثلاثة فهناك أكون فى وسطهم ، وهو الذى قسم ويقسم وهو الذى أعطى ويعطى ( مثلما يقول القداس ) فإنه هو هو أمس واليوم وإلى الأبد . ++ فإن كان البعض يسلمونه – بالخطايا الإختيارية أو حتى بجحده والكفر به فى مقابل العالميات – فإنه يسمح بذلك لأنه أعطانا حرية الإرادة والإختيار ، فإنه يشرق بخيراته على الأبرار والأشرار ، ولكن يوجد يوم للحساب . (((( سادساً )))) غسل أرجل التلاميذ ، كان بعد الحميم الذى يطهر الإنسان كله: -
[ قام عن العشاء ... وإبتدأ يغسل أرجل التلاميذ... إن كنت لا أغسلك فليس لك معى نصيب ... الذى قد إغتسل ( حرفياً : إستحم ) فليس له حاجة إلاَّ إلى غسل رجليه ، بل هو طاهر كله ] يو13: 4- 10 . ++ إذن فغسل الأرجل كان ضرورياً لثبات نصيب الإنسان مع المسيح ( 13: 8 )، إنه ضرورة قصوى .+فبالإضافة لكونه يحمل تعليماً ومثالاً للتواضع ، فإن له أيضاً هدف بالغ الأهمية ، وهو تثبيت النصيب فى المسيح . +++ وغسل الأرجل الضرورى هذا ، ينبغى أن يسبقه الحميم الذى يطهر الإنسان كله ( 13: 10 ) ، فالكلمة المترجمة يغتسل ، هى بالقبطية : gwkem ، وباليونانية : leloumenos ، أى إستحم . + وأعتقد أنها تعنى ضرورة الحميم المقدس ، أى المعمودية ، التى ينبغى أن تسبق التناول . أما غسل الأرجل ، من جهة أنه بدون إقتباله ( وليس تقديمه ) يضيع النصيب الصالح مع المسيح ، فأعتقد أنها تعنى التوبة والإعتراف قبل التناول . +++ وتوجد إشارة لتعميد المسيح لتلاميذه ، فى : ( يو3: 22 – 4: 2 ) ، وهى إشارة واضحة بالأكثر فى تركيبة الجملة باللغة القبطية . ++ وهى أيضاً منطقية ، إذ لا يُعقل أن يقوم التلاميذ بتعميد الآخرين ( 4: 2 ) ، وفى وجود المسيح ذاته ، بدون أن يكون المسيح قد عمدهم ، فإن فاقد الشيئ لا يعطيه ، كما يستحيل أن يكونوا يعمدون بمعمودية يوحنا ، لأن فى ذلك إرتداد عن تلمذتهم للمسيح ، وفى وجوده !! ++ كما أن إهتمام بطرس الرسول بتعميد كرنيليوس برغم حلول الروح القدس عليه بنفس كيفية حلوله على الرسل ، يعنى أن بطرس الرسول لا يرى أن حلول الروح القدس يلغى أو يغنى عن المعمودية ، ولا يمكن أن يفكر هكذا إلاَّ إذا كان هو شخصياً قد إقتبل المعمودية ، معمودية المسيح وليس معمودية يوحنا ، التى نرى بولس الرسول يعتبرها لا تفى بالمطلوب حتى أنه أعاد معمودية من كانوا قد تعمدوا بمعمودية يوحنا ، أعاد معموديهم على إسم المسيح . | |
|