شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى 417168
مرحبا بكم فى شبكة ابانوب المندره
لا نريدك زائر بل صاحب مكان

سجل الان

سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى 144497

شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى 417168
مرحبا بكم فى شبكة ابانوب المندره
لا نريدك زائر بل صاحب مكان

سجل الان

سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى 144497

شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبكــــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
laila adel
Admin
Admin
laila adel


الابراج الابراج : الاسد عدد المساهمات : 3489
نقاط : 8559
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
العمر : 26
الموقع : كنيسة الشهيد ابانوب النهيسى بالمندرة

سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى Empty
مُساهمةموضوع: سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى   سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى Emptyالأربعاء 9 فبراير - 10:54

سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى

ميلاده ونشأته:
ولد الطفل إبراهيم
حوالى سنة 1860م فى قرية أبو جرج التابعة لمركز بنى مزار محافظة المنيا
لأب يدعى حنا جرجس عبد المسيح خطير ومن العائلة من ذهب الى السودان وإستقر
بها ومنها من بقى هنا. أنجب حنا خمسة أبناء ، الأول "تادرس" أفندى حنا" ،
بعد تعليمه إستقر فى القاهرة فى منطقة حارة السقايين وترك قرية أبو جرج ،
والثانى "المعلم سليمان حنا" الشهير بالمقدس سليمان من مواليد سنة 1946م ،
بعد تعليمه ذهب الى قرية براوة الوقف التابعة لمركز أهناسيا محافظة بنى
سويف وعمل رئيسا للصيارفة عن مركزى أهناسيا وسمسطا ، والثالثة أسمها
"مصطفية" تزوجت مرجان ملطى بقرية أبو جرج ، والرابعة "حنونة" تزوجت فى
قرية الطيبة التابعة لمركز سمالوط محافظة المنيا ، أما الخامس فهو إبراهيم الذى أصبح فيما بعد الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى
، ومن الواضح أن أباهم حنا كان ثريا بالقدر الذى جعله يعلم أبناءه الثلاثة
فى عصر كان التعليم فيه قاصرا على أبناء الأغنياء ويوفر لهم بعد ذلك معيشة
كريمة.
للمزيد من مواضيعي







الانتقال الى براوة:
تنيح
أبواه قبل أن يتجاوز التاسعة من عمره تقريبا فكان عليه أن يختار أحد
الأخوين ليعيش معه فإختار سليمان لتعلقه بتقواه من جانب ولأن سليمان لم
يكن قد أنجب أطفال بعد وكان هو وزوجته قمر يعتبران إبراهيم إبنا لهما ،
وكان على سليمان أن يثقفه علميا وروحيا ، وكان ذهابه إلى قرية براوة حوالى
سنة 1869م وكان محبوبا جدا من جميع أهالى قرية براوة.





المعلم سليمان فى براوة:-
لقد
بارك الله المقدس سليمان فى براوة ، فكان يملك حوالى 40 فدانا أراضى
زراعية بقرية دشطوط التابعة لمركز سمسطا ببنى سويف وكذلك فى براوة الكثير
بالإضافة الى الخيل والبهائم والذهب الكثير والعبيد وصار من شرفاء المنطقة
كلها وكان معروفا بحكمته وعلمه وتواضعه وتقواه حتى أنه كان يعمل شرفيا
كمحكم فى المجالس العرفية بل أن هناك مثل ماذا يطلق حتى الآن فى براوة على
أى حصان جميل وقوى ومزين يقولون (ولا فرسة سليمان فى زمانه) لأنه كان يملك
فرسة جميلة لها سرج فضة غالى الثمن ، هذا يعكس الوضع الاجتماعى لسليمان
آنذاك مما يعكس أيضا الوضع الإجتماعى لإبراهيم أخيه الذى كان يعيش معه ،
إلا أن الوضع الإجتماعى لسليمان لم يؤثر على علاقته بالله بل كان معروفا
عنه أنه رجل صلاة وتسبحة وذكر عنه كثيرا من أعمال الخير وبطبيعة عمل
المقدس سليمان كرئيس للصيارفة كان يتجمع لديه كل أموال الرسوم والمتحصلات
ليسلمها سنويا لخزينة الدولة فكان يتجمع لديه آلاف من الجنيهات الذهبية
هذا بخلاف الأموال الخاصة ، فشب إبراهيم فى وسط كل هذا.





الحياة والعمل فى براوة:
لقد
عاش الطفل والشاب إبراهيم فى عائلة ثرية تقية فكان يستقى من تقوى أخيه
سليمان وتواضعه وكان يعمل معه أيضا فلم يعانى من الحرمان المادى إذا كانت
أمام عيناه يوميا أكياس الذهب ، لقد شبعت عيناه من غنى العالم لذلك كان
يتوق الى حياة أخرى يشبع فيها رغبته الجارفة للتقوى والبر عملا بقول رب
المجد السيد المسيح:"طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون".





قداسته فى براوة:
لقد
خصص غرفة من المنزل للعبادة والصلاة وكانت هذه الغرفة بحسب تقسيم المنزل
قديما تقع فى الناحية الغربية للمنزل وكانت مظلمة وتسمى "بالخزانة" ربما
لأن المقدس سليمان كان يضع خزانته فيها ولقد شهد كثيرون ومنهم الجيران
الغير مسيحيين أن هذه الغرفة كان يخرج منها بخور من آن لآخر حتى فى الفترة
التى كان المنزل فيها مهجورا بعد رحيل المقدس سليمان.





البتولية والوصية:
إلا
أن الشاب إبراهيم خصص شيئا أخر أعظم من الغرفة وهو "قلبه وعقله" لله وأحب
البتولية وأراد أن يعيشها دون أن يشعر به أحد فلم يصوت بالبوق قدامه كما
يفعل المراءون وهو يعلم أن هذا هو "الباب الضيق والطريق الكرب". ويعلم أن
أباه الذى يرى فى الخفاء يجازيه علانية. ولأنه كان يعتبر أخيه الأكبر
بمثابة أب له – لأنه هو الذى رباه وعلمه- لذلك لم يشأ ان يتركه وزوجته فى
براوة حيث أنهما لم يكن لهما أبناء آنذاك (أنجب سليمان بعد رهبنة أخيه
إبراهيم تسعة ابناء) ، لذلك قرر أن يحيا مع الله فى صمت حتى وصل عمره
تقريبا حوالى 25 سنة.





بداية العاصفة:
لقد
سبب عزوف إبراهيم عن الزواج مرارة عظيمة لسليمان أخيه لذلك فكر أن يزوجه
من "مريم" أخت قمر زوجته وبذلك يضمن أن إبراهيم يظل معه فى المنزل وكذلك
أبناءه فيما بعد، لئلا يتزوج بأخرى تفرقه عن أخيه وبيت أخيه ، ولما وجدت
الفكرة إستحسانا من سليمان وزوجته قمر فاتح المقدس سليمان أخاه إبراهيم فى
هذا الموضوع إلا أن إبراهيم رفض.

نيران الغضب:
برفض
إبراهيم الزواج من أخت زوجة أخيه أشعل نيران الغضب فى قلب زوجة أخيه
وبالتالى فى قلب سليمان وكان مسرحا سهلا للشيطان لكى يشعل المنزل حريقة
وجعل سليمان يسأل إبراهيم عن السبب الحقيقى الذى جعله يرفض أخت زوجته
فأفصح له إبراهيم عن نواياه فى الحياة مع الله وتكريس حياته كلها للمسيح
له المجد وأن الرهبنة هى طريقه ، مما جعل المقدس سليمان يستشيط غضبا عليه
لأن إختيار إبراهيم لطريق الرهبنة سوف يحطم كل أحلام سليمان التى بناها
عليه لذلك حاول أن يثنيه عن عزمه فقال له "أن الرهبنة هى طريق الفقراء
والمحتاجين الذين ليس لهم عائل ولا عمل ، هؤلاء يهربون الى البرية
ليختبئوا فيها ويعيشوا فيها (وهذا طبعا غير صحيح) وعار عليه أن يذهب أخيه
ويترهب. ولكن كان لإبراهيم رأيا أخر وأمام إصرار إبراهيم على موقفه قام
المقدس سليمان على أخيه إبراهيم وضربه بالمركوب (الحذاء ، هكذا كان يسمى
وقتها) كنوع من أنواع العقاب.





سياسة الأمر الواقع:
لقد
كان المقدس سليمان فى بادىء الأمر يظن أن قلب أخيه متعلق بفتاه أخرى
ستخرجه من أحضانه ويبقى وحيدا هو وزوجته لكن إكتشف أن المسألة أخطر من هذا
، إن فكرة الرهبنة سوف تحكم على بيته بالخراب على حد تصوره لذلك قرر أن
يحارب الفكرة بسياسة الأمر الواقع فذهب وخطب له أخت زوجته رغما عنه.

كانت حربا شرسة ليست من المقدس سليمان ضد أخيه بل من أجناد الشر الروحية ضد كل إنسان يريد أن يكرس حياته لله.
الزواج هو الحل:
لكن
الخطوبة لم تثنيه عن عزمه بل ظل مصرا على رأيه وواصل الصلوات والميطانيات
والتضرعات ولكن كيف للشيطان أن يهدأ وهو يرى كل هذا الجهاد من القديس ،
كان يريد أن يكسب المعركة من الجولة الأولى مقدرا خطورة قداسة إبراهيم
لذلك ساعد سليمان وزوجته فى إتخاذ أهم قرار وهو "زواج إبراهيم هو الحل"
فذهب المقدس سليمان الى أهل العروس (غالبا العروس كانت من قرية أبو جرج)
وحدد معهم موعد الزفاف وذهب الى الكنيسة وحدد مع الكاهن موعد الإكليل حتى
لا يكون أمام إبراهيم فرصة للتراجع وأخبر إبراهيم بموعد زواجه.





الهروب الى الله:
"إحسبوه كل فرح يا أخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة عالمين أن إمتحان إيمانكم ينشأ صبرا"
طوبى
للرجل الذى يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذى وعد به
الرب للذين يحبونه. لم يعد أمام إبراهيم سوى الهروب ، لم يكن الزواج شرا
يهرب منه لكن الهروب من أى شىء يعوق تسليم قلبه بالتمام الى الله فلم يعد
هناك مكان لأخر ، إنه يحب الكل من خلال حبه لله المالىء قلبه ، لقد قال
السيد المسيح له المجد "من إستطاع أني يقبل فليقبل" وهو قبل وبكل حب.

ولم
يكن الهروب سهلا وميسرا بل كان صعبا ومرا فلم تكن الطرق سهلة ومعبدة كما
هى اليوم وكذلك وسائل المواصلات لم تكن ميسرة فربما سار على قدميه عشرات
الكيلومترات الى أن يجد وسيلة مواصىت تنقله الى المكان الذى يرجوه.

لعله
كان يتعزى بقول المرنم "معك لا أريد شيئا على الأرض" ولعله كان يشارك
الملاك قوله للوط "إهرب لحياتك ولا تنظر الى ورائك ولا تقف فى كل الدائرة"
إهرب الى الجبل لئلا تهلك.

إلى دير العذراء "المحرق" :
لقد
ذهب أولا الى دير السيدة العذراء بالقوصية بأسيوط الشهير بالمحرق ،
والمسافة بين براوة والمحرق ربما تزيد عن 200 كيلومتر وكان هروبه حوالى
سنة 1887م تقريبا وبعد ذهابه الى دير المحرق خاف أن يبحث عنه أخوه سليمان
هناك أو أن أحدا من أهله الذين يقطنون الصعيد يراه ويخبر أخاه بمكانه
فيعيده للمنزل مرة أخرى ، لذلك قرر أن يترك دير المحرق.

الى برية شيهيت (وادى النطرون):
ترك
الدير المحرق وذهب الى برية شيهيت (ميزان القلوب) حيث يوجد بها مجموعة من
الأديرة مازالت عامرة وتسمى أديرة وادى النطرون (دير العذراء الشهير
بالبراموس ودير السريان ودير الأنبا بيشوى وكذلك دير القديس مقاريوس
الكبير الشهير بدير أبو مقار) وقد كانت هناك علاقة حب كبيرة بين إبراهيم
البراوى والقديس أبو مقار يبدو أنها بدأت من قبل ذهابه للدير لذلك إتجه
رأسا الى دير أبو مقار ، وكانت علاقة الحب تشبه علاقة الحب التى بين
الشهيد مارمينا العجايبى وبين المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس ، لقد
كان يدعو أبو مقار أباه ويقول :أنا إبن أبو مقار على سن ورمح.





براوة تبحث عن إبراهيم:
بعد
هروبه من براوة طار عقل أخيه سليمان وشعر بخطئه وندم على ما فعله بأخيه
وبدأ يبحث فى كل مكان عنه ولعل لسان حاله شارك عروس النشيد قائلا: "تحت
ظله إشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقى". ذهب الى الأقارب فى كل مكان سواء
فى الصعيد أو القاهرة ولكن الموضوع لم يتوقف عند بحث المقدس سليمان أخيه
بل إنتقل الى أهالى قرية براوة الغير مسيحيين الذين وضعوا فى قلوبهم أن لا
يتوقفوا عن البحث عن إبراهيم حبيبهم حتى يجدوه ، ولقد ظلوا أكثر من شهرين
يبحثون عنه مع المقدس سليمان فى أى مكان يتوقعون أن يجدوه فيه وطبعا لم
تكن الطرق ممهدة ووسائل المواصلات لم تكن ميسرة مما جعل المقدس سليمان
إشفاقا على أهل القرية المحبين له ولأخيه أن يتوقف عن البحث تاركا الأمر
لمن بيده الأمر الى أن أرسل له رهبان أبو مقار رسالة تفيد أن أخيه إبراهيم
عندهم فى الدير.





لقاء الأخوان:
لقد
ذهب على الفور المقدس سليمان الى أخيه فى دير أبو مقار راجيا أن ينجح فى
أن يستعطف قلب أخيه ويرجعه الى أحضانه مرة أخرى وإلتقى بأخيه هناك وعاتبه
كثيرا على هروبه وعرفه أنه وأهل القرية تعبوا كثيرا فى البحث عنه وقال له
إن كنت يا أخى تريد أن تتزوج فتاة معينة فسوف أزوجك الفتاة التى يختارها
قلبك ولن أفرض عليك أخت زوجتى ولكن المهم أن ترجع معى.

فقال
له إبراهيم: هذه هى الفتاة التى أحبها ، الجوهرة كثيرة الثمن التى من
فرحتى بها بعت كل شىء وإشتريتها. فكيف لى بعد أن وضعت يدى على محراث
الحياة مع الله أعود وأنظر الى الوراء وأضيع نصيبى فى الملكوت.

كيف
لى بعد أن تركت العالم وهربت الى الجبل بإرداتى أعود وأشتهى النظر الى
سدوم. لقد عشقت هذه الحياة بمشقتها وصعوبتها وأردت من كل قلبى أن اصير
إبنا لأبو مقار وخادما له.

فقال
له المقدس سليمان الآن يا أخى بعد أن أصبحت إبنا أبو مقار تغضب على لأنى
ضربتك وأهنتك وأردت أن أرغمك على الزواج. أنت تعلم أن كل هذا كان بدافع
حبى لك ورغبة منى فى أن تبقى بجوارى ، صل من أجلى يا أخى لكى يباركنى الله
ويعطينى النسل الصالح ويعيننى على الحياة ولا يكون ما فعلته معك سببا فى
غضب الله على. فصلى له إبراهيم وطمأنه قائلا لا تخف سوف يباركك الله
ببركات سماوية كثيرة وأما عن ضربك لى فثق تماما يا أخى أنه من تلك الساعة
التى خرجت فيها من براوة متجها الى الدير قد نسيت كل الأشياء وطرحتها وراء
ظهرى.

وثق
يا أخى إنى لم أتركك كما تظن بل إنى كل عام سوف أتى لأزورك فى براوة
وأطمئن عليك. فعاد سليمان الى براوة مطمئنا على أخيه عالما أن إبراهيم
البراوى قد صار أيضا مقارى. أما الرهبان فتأكدوا من هوية إبراهيم وأنه
بالحقيقة رجل غنى ترك غنى العالم من أجل غنى المسيح مثل أسلافه العظماء
مكسيموس ودوماديوس وأرسانيوس والمحبوبة الملكة أنا سيمون وإيلاريا وغيرهم
ممن باعوا غنى العالم وشهواته من أجل الرهبنة وحمل الصليب مع المسيح فى
البرية ، وعلموا حقيقة سيرته من أخيه فطوبوا أبيهم مقارا الذى تبنى إبنا
عظيما مثل هذا.





بركات الله وعد له:
بعد
أن بارك إبراهيم أخيه بدأت تظهر بركات الله على المقدس سليمان وكذا عدله ،
لقد أعطاه مريم سنة 1887م ثم ديمترى سنة 1889م الذى كان محبوبا جدا الى
قلب عمه القمص إبراهيم وله داله عليه ولم يتوقف العطاء عند مريم وديمترى
بل أعطاه الله أيضا ميخائيل ومكارى وأليصابات وحنا وفيلبس. إلا أنه قد
تعرض لتجربة عظيمة ألا وهى أن هناك شخصا كا كان يأتمنه وكان يعمل معه
(غالبا إضطر المقدس سليمان للاعتماد عليه بعد رهبنة أخيه إبراهيم) والواضح
أن هذا الشخص كان غير أمين وغير كفء ولكنه إضطر لإبقائه لأنه كان يمت بصلة
قرابة الى زوجته قمر من ناحية ومن ناحية أخرى أن سليمان كان رجلا بارا ولم
يشأ أن يطرده رغم إكتشافه – بمواقف كثيرة – إنه غير أمين.

حقا
لقد كان أخوه إبراهيم كنزا وكان يحق له أن يتمسك به. ولكن ماذا فعل الغير
أمين الذى إحتضنه ، كان يتجمع لدى المقدس سليمان فى خزينته الخاصة كل
أموال الرسوم والمتحصلات التى تتجمع على مدار العام إذ كان يسلمها سنويا
بحسب طبيعة عمله وفى إحدى السنوات بعد أن تجمعت كل هذه الأموال فى خزينته
قام هذا الشخص بسرقتها وإخفاءها فى مكان ما ولم يتم العثور عليها وقام
سليمان عليه وضربه لكى يعترف بمكانها لكنه لم يعترف ، مما جعل أهالى قرية
براوة يمسكون هذا الشخص ويهمون بإيذاءه لكن المقدس سليمان خلصه من بين
أيديهم خوفا عليه وقام بطرده من القرية ومات هذا الشخص بعد هذا ومات السر
معه.

ولكى
يسدد المقدس سليمان هذا الدين وهو آلاف الجنيهات الذهبية إضطر الى بيع كل
ما يمتلك تقريبا ثم قام بتسوية معاشه وتكريس كل حياته لله ولكن من الواضح
أن زوجة المقدس سليمان لم تحتمل كل هذا فتنيحت بعد أن أنجبت فيلبس فى سنة
1904م ، لذلك بدأت فى تربية فيلبس ورعايته أخته أليصابات قبل زواجها فى
قرية الطيبة ، وواضح أنه نتيجة لإقتراح من أخيه القمص إبراهيم البراوى قام
سليمان بإتخاذ زوجة أخرى لرعايته وأسرته وكان ذلك فى حوالى سنة 1911م وكان
إسمها مصطفية وأنجب منها يعقوب ورحمة. وهكذا زال الغنى والمال والمجد ولم
يبقى له إلا البركة.

لقد
ايقن سليمان بضرورة البحث عن الكنز الذى لا يسرق فكرس كل حياته لله
ولدراسة الكتاب المقدس ولتعليم أبناءه وعمل الخير على قدر إستطاعته. هذا
المال الذى ضرب أخيه إبراهيم من أجله قد زال وأعطاه الله كنزا أخر – حياته
مع الله وأبناءه. لقد عاش ما يقرب من الثلاثين عاما مكرسا حياته لله وكان
معروفا عنه أنه رجل صلاة وتسبحة وتنيح بسلام سنة 1932م.





حياة البراوى فى دير أبو مقار:
لم
نعرف الكثير عن مراحل جهاده الأولى فى الدير لكن المعجزات التى صنعها الله
بواسطته والمكانه التى وصل اليها لهى دليل واضح أنه دخل فى مراحل جهاد
عنيفة كانت سببا فى إرتقاء مستواه الروحى الى هذا الحد.





علاقته بالأنبا كيرلس الخامس (البابا الـ 117 الملقب بأبو الإصلاح):
كان
صديقا حميما له ولعل هذه العلاقة توطدت فى الفترة العصيبة التى قضاها
البابا كيرلس الخامس معزولا فى دير السيدة العذراء البراموس عندما عزله
المجلس الملى فى 26 أغسطس 1892م وعين أسقف صنبو وكيلا للبطريركية ورئيسا
للمجلس ومكث البابا القديس ما يقرب من العام فى دير البراموس وكان يعمل
بالدير متضعا وساوى نفسه بالرهبان وكان يقوم بغرس حديقة الدير وريها
وعزقها حتى صارت روضة زاهرة (كتاب تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى
يوحنا).

إن
هذه الفترة القاسية على البابا والعزلة والفقر والصلوات كانت من أسباب
الترابط القوى الذى نشأ بين البابا المحبوب وقديسى وادى النطرون الذين
يعرفون مدى قداسته ومنهم أبونا إبراهيم المعروف فى كل أديرة وادى النطرون
والذى كان له فى الرهبنة أكثر من سبع سنوات وقتها.

ولعله
كان يذهب له ويؤازره فى محنته مما وطد العلاقة بينهما خاصة أنهما من نفس
المحافظة بنى سويف فالبابا من قرية تزمنت وأبونا إبراهيم من قرية براوة.





البراوى فى طنطا:
خدم
القمص إبراهيم البراوى فترة فى مدينة طنطا إمتثالا لأمر البابا يؤانس
التاسع عشر وكان معروفا هناك بقداسته وقوته وخرج من طنطا بعد معجزة كبيرة
مع المأمور هزت كل الأوساط ثم عاد الى حضن الأمير تادرس الشطبى فى دير
حارة الروم كأب إعتراف للراهبات.


مواقف من حياته

البراوى والأطفال:
ذكرت
السيدة قمر ديمترى أن أبيها قال لها وكذلك أختها أسنات أن أبونا إبراهيم
البراوى كان محبا للأطفال جدا وكان يملأ لهم جيوبه بالحلوى ، وكان يحب
الطفلة أسنات أختها الكبيرة محبة خاصة وكلما ذهب الى بيتهم كان يأخذها
ويجلسها على رجليه ويخرج لها الحلوى من جيوبه.

تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
laila adel
Admin
Admin
laila adel


الابراج الابراج : الاسد عدد المساهمات : 3489
نقاط : 8559
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
العمر : 26
الموقع : كنيسة الشهيد ابانوب النهيسى بالمندرة

سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى   سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى Emptyالأربعاء 9 فبراير - 10:58

قرض البراوى:
"ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده".
كان
المرحوم مكارى سليمان يمر بضائقة مالية أثناء بنائه لمنزله الموجود حاليا
ببراوة فنصحوه أن يقترض من عمه القمص إبراهيم البراوى لأنه معروف عنه أنه
رجل غنى فطلب منه مبلغا من المال على سبيل القرض فلم يرده وأعطاه ما أراد
، وبهذا المبلغ أكمل بناء المنزل كله ولقد شهدوا أن هذا المبلغ كان به
بركة غير عادية فأكملوا بناء البيت بدون عناء.

إلا
أن الخواجة مكارى لم يرد المبلغ وقال أن عمى رجل راهب وغير محتاج للمال
بالإضافة الى أنه رجل فقير وينبغى أن يساعد أهله الفقراء (لم يكن الخواجة
مكارى فقيرا) إلا أن أبونا إبراهيم لما علم بذلك غضب جدا ووبخهم قائلا
:"إن هذا المال ملك لربنا ولديرى وأنا كما قلتم راهب مات عن العالم". وصمم
أن يسترد المبلغ وفوقه حق ربنا.





البراوى والوحدة:
لقد
ذكر عنه أنه فى أواخر أيامه أخذ غرفة فى حارة السقايين ليتوحد فيها وكان
يخدم نفسه بنفسه طوال حياته ولم يقبل أن يخدمه أحد أو يذهب ليأكل عند أحد
إلا نادرا وكان ينزل الى ديره ليقضى فيه الخلوات الروحية ثم يعود الى دير
الراهبات وخدماته الأخرى.





البراوى لما يقول:
ومن
المواقف التى حدثت بين البراوى وبين البابا يؤانس التاسع عشر هذا الموقف ،
لقد كان أبونا إبراهيم البراوى يخدم مذبح الأمير تادرس الشطبى بحارة الروم
وهو دير للراهبات بمصر القديمة ، وله أيضا خدمة روحية كبيرة وإرشاد
بالإضافة الى أنه كان يذهب الى الكنائس الفقيرة ليصلى بها ويترك فى
هياكلها مبالغ مالية كبيرة دون أن يعرف أحد ، وكان أيضا يعيش فى غرفة
كمتوحد فى حارة السقايين ، هذه المقدمة نوردها للآتى:-

لقد
أصدر البابا أمرا برجوع الرهبان الى أديرتهم وكان وقتها أبونا إبراهيم فى
خلوة روحية بالدير ولما حان موعد رجوعه الى خدمته فوجىء بأن أمين الدير
يمنعه ، حاول أن يفهمه أن له خدمة لابد أن يعود اليها وأن البابا على علم
بخدمته إذ أنها ليست بعيدة عن مقره بالقاهرة إلا أن أمين الدير أصر على أن
يمنع الشيخ القديس المعروفة معجزاته وقداسته للجميع ، بل قال له مستفزا لو
نزلت البابا هيشلحك (شلح: كلمة سيريانية معناها خلع أى سيخلع رتبته
الكهنوتية) لا يمكن أن تنزل بدون تصريح ، فقال له يا ولدى "البراوى لما
يقول ها ينزل يبقى هينزل" (وصارت هذه كلمة مأثورة أو مثل فى أديرة وادى
النطرون الى يومنا هذا) فقال له أمين الدير :"البابا والمطارنة متشددين
جدا فى هذا الأمر "لو نزلت بدون تصريح هيشلحوك".

هنا
غضب البراوى وقال له : يا ولدى المطارنة لم يخلقونى والبابا لم يصلب من
أجلى على عود الصليب ، ثم أمسك ورقة وقلم وكتب رسالة للبابا سلمها لأمين
الدير مضمونها :"لئلا يقال أن البراوى ليس فى البرية ، بتصريح أو بدون
تصريح أنا نازل ، لأن البراوى لما يقول ها ينزل يبقى ها ينزل". أرسل أمين
الدير الرسالة الى البابا وقال له أيضا باقى الكلام مما اثار بعض المطارنة
وصمموا على أن البابا يشلح أبونا إبراهيم البراوى فقال لهم البابا الذى
يعلم مدى قداسة أبونا إبراهيم إن هذه ما هى إلا حرب من حروب الشياطين ضد
رجل بار مثل هذا :"إن البراوى على حق هل أنتم خلقتموه؟ فقالوا لا، فقال
لهم أنا صلبت من أجله؟ فقالوا لا ، فقال لهم فكيف أشلحه إذا وهو لم يخطىء
بالإضافة الى معرفتى بمدى خدمته وقداسته وأحتاجه الى جوارى دائما إذ أنى
لم أقصد أبونا إبراهيم بهذا القرار".

إلا
أن البراوى ذهب الى البابا حزينا غاضبا فقابله البابا على سلم الكاتدرائية
فرحا مبتسما فقال له:"تعال يا أبونا إبراهيم يا مبروك علشان تصلى لى".
فقال له البراوى:"ما أنت كنت عاوز تشلحنى" فقال له البابا :"هو أنا أستغنى
عنك يا أبونا". ثم جذب يد أبونا إبراهيم ووضعها على رأسه عنوة وصمم على أن
يصلى له". وبعد الصلاة أعطاه ثلاثة جنيهات ذهبية فكيف يشلح إبن أبو مقار
على سن ورمح.





الثوب الحمصانى:
كان
البابا يؤانس التاسع عشر يمتلك ثوبا غالى الثمن يسمى بالثوب الحمصانى
(مطرز ومذهب وبه أكثر من فتحة جانبية) وكان لا يرتديه إلا عندما يجلس على
كرسى مارمرقس الرسول ومن شدة إعجابه بقداسة أبونا إبراهيم أهداه هذا الثوب
(كان ذلك فى أواخر أيام أبونا إبراهيم غالبا عام 1936م)، ولكن يبدو أن
هناك أشياء صنعها البابا – خاصة فى دير البراموس الذى كان يدعى دير
البراموس البهى أو دير البابا كيرلس الخامس – ولم تعجب أبونا إبراهيم وساء
فى عينيه أن يحدث مثل هذا فى دير صديقه المتنيح البابا كيرلس الخامس.
(يمكنك أن تقرأ فى كتاب "سيرة المتنيح البابا كيرلس السادس" عن بعض من هذه
الأشياء مثل طرد الرهبان السبعة من دير البراموس).

وفى
إحدى زيارات البابا لدير أبو مقار وكان أبونا إبراهيم البراوى هناك وقام
أبونا إبراهيم البراوى بإرتداء الثوب الحمصانى غالى الثمن ودخل المطبخ
وجلس وبدأ يعمل (كان البراوى ماهرا فى أعمال الطهى وخاصة طواجن السمك)
وهنا دخل عليه البابا فى المطبخ – لعل البابا كان يراقب تحركات البراوى
ليفهم المغزى الروحى الذى أراد البراوى أن يعلمه إياه فوجده جالسا على
كرسى المطبخ ويعمل غير مكترث بقيمة الثوب الذى يرتديه. فقال له البابا
:"يا أبونا إبراهيم" الثوب الذى كنت أرتديه وأنا جالس على عرش مارمرقس
ترتديه أنت وأنت جالس على كرسى مطبخ أبو مقار". فنظر اليه البراوى وقال:"
صدقنى يا سيدنا إن كرسى مطبخ أبو مقار عندى أفضل من كرسى البطريركية. فقال
له البابا: عندك حق يا أبونا إبراهيم!!!

ذكر هذا الموقف نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط والقمص زوسيما السريانى والمهندس كرومر (مكارى) وزوجته السيدة قمر ديمترى.




البراوى فى القدس:
روى
المهندس إبراهيم جاد الله نقلا عن والدته المرحومة دميانة مكارى الذى
يعتبر البراوى جدها ، أن القمص إبراهيم البراوى إشتاق الى زيارة الأماكن
المقدسة التى عاش فيها السيد المسيح له المجد بالجسد وفى عودته أحضر هدايا
لأحبائه ومن ضمنهم المرحومة دميانه أحضر لها ثلاثة صلبان خشبية مختلفة
الأحجام مازالوا موجودين حتى يومنا هذا.





الذهاب الى براوة:
"تعهدات فمى باركها يا رب" (مز 119: 108).
لقد
وعد القمص إبراهيم أخوه سليمان أنه بعد رهبنته سوف يزوره سنويا ليطمئن
عليه. وبالفعل كان يزور براوة سنويا فى أيام الخماسين المقدسة ومعه بعض
الرهبان وكان المقدس سليمان يذبح لهم خروفا كبيرا فور وصولهم. ولم يكن
الاحتفال والاحتفاء بهم يقتصر على المقدس سليمان بل نقل أيضا الى أهالى
القرية غير المسيحيين حيث أنهم كانوا يفرحون بقدومه ويذهبون اليه ليروه ،
بل أن أكابر البلد منهم كانوا يستضيفونه وضيوفه عندهم ، حتى الشباب الصغير
كان دائما يقابله ويسأله هل تعرفنى يا أبونا؟ فكان يقول لهم لقد خرجت من
البلد وأنتم صغار أخبرونى أبناء من أنتم وأنا أعرفكم ، وكان عند المقدس
سليمان خادم غير مسيحى يدعى عبد الله – أبو جلال – وكان يقول كنت أقوم على
خدمتهم وأقوم بصب المياه على أيديهم أثناء غسلها وكانوا كلهم لابسين عمم
سوداء.

لكن
فى نهاية أيام أبونا إبراهيم كان يحضر بمفرده ربما لكبر سنه وربما لأن
الكثير ممن كانوا يحضرون معه قد تنيحوا ، إلا أنه ظل محافظا على وعده حتى
بعد نياحة أخيه ، حتى أخر زيارة التى ودعهم فيها ,وأخبرهم أنه ذاهب ليتنيح
فى ديره.








صلاة دائمة:
لقد
كان لأبينا إبراهيم البراوى طلبة دائمة فكان دائما يقول "يارب ساعة ترضى
صلاحك وجر". والتى معناها يارب خذنى فى ساعة ترضى صلاحك.

وهذا
كان يؤكد أنه يحيا حياة إستعداد دائم بل وإتضاع أيضا فلم يكن يرى فى نفسه
الصلاح بل كان دائم البحث عن تلك الساعة الصالحة التى يتمنى أن يأخذه فيها
الله.

هذه هى الساعة التى ترضى صلاح الله يا أبونا إبراهيم قد أخذك فيها حسب طلبك وشهوة قلبك ، بل أن فضائله أيضا أنه كان:-
يعلم الصلاة لأحبائه:
إن
من أبرز الأمثلة هو التحول العجيب فى حياة أخيه المقدس سليمان وكيف كرس كل
حياته للصلاة والتسبحة ودراسة الكتاب المقدس ولقد ذكرت لى المرحومة ليزا
قسطنطين زوجة إبن أخيه (ميخائيل سليمان) أنه كتب لها ورقة بها مجموعة من
الصلوات لكى تحفظها وتكون سبب بركة لها ، وذكر المهندس إبراهيم جاد الله
نقلا عن والدته المرحومة دميانه مكارى أن أبونا إبراهيم البراوى كان
يعلمها الصلاة ويحفظها المزامير التى لم تمحى من ذاكرتها وذلك أثناء
زيارته لقرية براوة مثل مزمور :"إقض لى يا الله" ومزمور "يارب لماذا كثر
الذى يحزنونى" وغيرها وتضيف أيضا أنه أوصاها كثيرا بضرورة ممارسة سر
الاعتراف وكان يقول لها "أنه ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا غفران".



الصوم:
لقد
قال مخلصنا الصالح "هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة". بالصوم ترتقى
عن الماديات الى الروحيات وبالتالى تستطيع بالصلاة أن تستعين بقوة الله
الروحية للانتصار على العدو والجسد وكل شىء.

إن
هذا الرجل البار لم يكشف لنا شيئا عن قوانينه فى الصوم ولكن إستنتجنا هذا
من سيرته ، فلا يمكن أن يصل الى هذه الدرجات الروحية العالية دون أن يكون
مرتبطا إرتباطا وثيقا بالصوم ، فقد ذكر من رآه بالجسد أنه كان نحيفا جدا
وهذا يعنى أنه لم يكن مفرطا فى الطعام بل كان على العكس مفرطا فى الصوم ،
ولقد ذكرت المقدسة ليزا قسطنطين أنها لم تعهده يتناول شيئا عند أحد من
طعام أو شراب طوال معرفتها به إلا نادرا (ربما لأنه لم يشأ أن يكسر قوانين
صومه) ولقد طلب من أحد أحبائه أن يصوم ثلاثة أيام متواصلة صوم يونان لكى
يباركه الرب وصامها هو أيضا متواصلة فلا يمكن أن يعطى قانون ولا ينفذه هو
أولا بل أنه لا يمكن أن يطلب طلب مثل هذا إن لم يكن هو نفسه متعودا على
مثل هذه الأصوام. بل ذكر أيضا عنه أنه كان يصوم من خميس العهد الى عيد
القيامة سنويا وربما كان يصوم أسبوع الآلام كله كما كان يفعل القمص بولس
العابد المقارى وكذلك أبونا عبد المسيح المقارى (المناهرى)

تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
laila adel
Admin
Admin
laila adel


الابراج الابراج : الاسد عدد المساهمات : 3489
نقاط : 8559
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
العمر : 26
الموقع : كنيسة الشهيد ابانوب النهيسى بالمندرة

سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى   سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى Emptyالأربعاء 9 فبراير - 11:00

العطاء:-
قال أحد الأباء "لا
تعط أكثر من طاقتك ولا تبق أكثر من حاجتك". ولقد ترك البراوى كل غنى
العالم من أجل مجد معرفة المسيح إلا أن الله أصر أن الذى ترك غنى العالم
بإرادته سوف أعطيه غنى أكثر مما عنده ، فلم يغتر البراوى بكثرة الغنى إذ
أنه سبق وتركه بإرادته بل فكر فى كيفية توظيف هذه الأموال لمجد المسيح.

فكان القمص إبراهيم يقسم عطاؤه الى أربعة أقسام :
القسم الأول والأعظم لديره (دير أبو مقار):
حيث أن الدير كان
فقيرا آنذاك ووضع القديس فى قلبه أن يساعده بكل ما يملك ، فكان يذهب ليجمع
العادات السنوية من أهل الخير أو ممن يصلى لهم من الباشوات وغيرهم ثم يذهب
بهذه العطايا الى ديره الحبيب وإخواته الرهبان الفقراء ، وصدق البابا
القديس أثناسيوس الرسول عندما قال :"الإبن صورة أبيه". لقد كان البراوى
حقا إبنا لأبو مقار وظهرت بنوته واضحه فى إهتمامه بالدير والإخوة.

القسم الثانى خصصه للكنائس الفقيرة:
فكان يذهب الى
الكنائس الفقيرة ويصلى فيها وبعد الصلاى يترك مبلغا كبيرا من المال فى
هيكلها دون علم أحد ولا حتى كاهن الكنيسة ولما تكرر هذا إنكشف أمره وعرفوا
أنها أموال البراوى التى يساعد بها الكنائس الفقيرة وقد ذكر هذا المتنيح
القمص ميخائيل باسيلى الدشاشى.

القسم الثالث وهو الخاص بالفقراء:
لما كان يذهب الى
براوة فى زيارة أخيه المقدس سليمان كان لدى أخيه خادم غير مسيحى فكان يوقف
أبناءه صفا ويعطيهم مالا فكان سليمان يتعجب أتعطى أبناء الغرباء ولا تعطى
أبنائى فكان يقول له :"أبناءك مسئوليتك أنت تعطيهم من أموالك ، أما أنا
فقد مت عن العالم وهذه الأموال ملك لله أوزعها بحسب مشيئة الله على
الفقراء والذين ليس لهم من يعولهم ولديرى الفقير وإخواتى الرهبان.

القسم الرابع القروض:
كان يقرض كل من هو
فى ضائقة مالية وليس فقيرا بشرط أن يسترد هذه الأموال بعد أن تتيسر
الأحوال وتنفرج الأزمة عملا بقول رب المجد السيد المسيح :"من أراد أن
يقترض منك فلا ترده". لكنه كان يصر على إسترداد هذه الأموال بعد إنفراج
الأزمة قائلا "أن هذه هى أموال الدير" بل كان يصر على أن يأخذ فوقها أيضا
(كما فعل مع ديمترى ومكارى إبنى أخيه) ، لكن الجميع شهدوا أن هذه الأموال
كان بها بركة غير عادية . (كان يحاول إنكار ذاته بكافة الطرق بعد المعجزات
الكبيرة التى من الصعب إنكارها).





إنكار الذات:
بعد
المعجزات العظيمة التى صنعها الله بواسطة هذا البار كان لزاما عليه أن
يقتنى فضيلة أخرى أى وهى إنكار الذات فقد قال القديس مار إسحق السريانى
"أنه من المستحيل أن يثبت أحد أمام الإكرام". إن من أهم شروط حمل الصليب
وراء المسيح هو إنكار الذات، إن معجزاته التى بشرت بقوة المسيح لم يكن من
المنطقى معها أن ينكر ذاته بالجنون مثلا كما فعل الكثير من القديسين لذا
إختار طريق غير تقليدية مثل حب المال ، فهذا الذى ترك غنى العالم إتخذ من
المال ساترا على فضائله ومعجزاته اليومية كما ذكر معاصروه ، فكان يحمل فى
جيبه كيسا مملوءا بالجنيهات الذهبية وكان يرتدى صديرية ذهب غالية الثمن فى
أواخر أيامه (أثناء الخدمة) وان يعطى القروض ويصر على إستردادها بطريقة
توحى لمن حوله أنه محبا للمال ، إتخذ من الغنى وحب المال بل والبخل أحيانا
ساترا على فضائله ، ومن الطريف فى محاولات إنكاره لذاته أنه كان يخدم معه
فى دير حارة الروم كاهن علمانى وكانت أمه داية (مولدة) فكان يسميه "إبن
قطاعة المصارين" أى المولدة ، فكان كلما ذهب الى بيت ديمترى إبن أخيه كان
يجلس قليلا ثم يقوم مسرعا ويقول أنا ذاهب قبل إبن قطاعة المصارين ما يلم
العادة لوحده (العادة هى العطايا السنوية التى يأخذها الكاهن من المقتدرين
فى شعبه سواء أصحاب المشاريع أو المحاصيل الزراعية).

حقا
قال أحد الأباء "إن الفضيلة إذا ظهرت سرقت ونهبت". فكان القديس ينكر ذاته
بكافة الطرق لاخفاء فضائله وقوة معجزاته لكنه فشل فى ذلك لأن الجميع كان
يؤمن بقداسته.



التجرد والزهد:
ومما
يدل على ذهده أنه كان له مثل يقوله دائما "الدنيا دى زى الرمة والناس زى
الكلاب بتلف حواليها وبتنهش فيها". والرمة هى حيوان ميت قد أنتن ورغم هذا
فإن الناس تتصارع عليه وتأكله بشهوة وعنف "فلا تكن جزءا من الدنيا وتسمع
صوت مرثا صارخا "يا سيد قد أنتن". ولا تكن واحدا من الكلاب تتصارع عليها "
لأن خارجا الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب أو
يصنع كذبا. فلنغلب طعام الدنيا الفاسد حتى نستحق أن نأكل من المن المخفى
الذى سيهبه لنا سيدنا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح

بركته تكون معانا امين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة المتنيح الراهب القمص إبراهيم البراوى المقارى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الراهب المتنيح القمص ويصا السرياني لأبونا كاراس المحرقى
» الراهب القمص فلتاؤس السرياني ( المتنيح )
» كتاب سيرة عطرة و كوكب منير عن ابينا المتنيح القمص باخوم عبد المسيح
» الراهب القمص أبادير الانبا بولا
» قداس بصوت الراهب القس اشعيا المتنيح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكــــــــــــــــــــــــــة ابانــــــــــــــــــوب المنـــــــــــــــــــــــــــــــــدره :: سير القديسين و معجزاتهم :: قسم سير القديسين المكتوبه-
انتقل الى: